احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

التعليم والسياسة ومستقبل مصر

التعليم والسياسة ومستقبل مصر

 

من أسوأ ماحدث في عصر مبارك , هبوط مستوى التعليم والثقافة والفكر في مصر , وهذا نراه منعكسا في الفن والكتابة والكتاب بشكل واضح لا تخطأه العين والحواس.

 

ولقد رأيناه منعكسا أيضا في الفكر السياسي والحوار السياسي بين الشباب والكبار بل وما يسمى بالنخبة أيضا.

 

للاسف أصبح يجذب الأضواء والأتباع , أرتفاع الصوت وطول اللسان والتطرف في الخطاب والحركات المسرحية , وكلها تؤثر في غالبية الناس وليس كلهم.

 

لا شك أن أنخفاض مستوى التعليم والفكر والثقافة في مصر له تأثير على مسار السياسة وعلى خيارات الشعب في السياسيين وبالتالي على سياسة ومستقبل البلاد.  لقد أستعمل أسلوب التعليم في مصر حتى يصير الشعب المصري متلقي بدون دراية ولا نقد وبحيث يعاقب التفكير والفكر , حتى يسهل سوق وسياسة الشعب بدون الكثير من الأعتراض والنقد.  ونحن مازلنا نرى أثر هذا الأن وسوف نراه لفترة طويلة بعد أن يتغير أسلوب التعليم ويبدأ أرتفاع مستوى الفكر والثقافة.

 

لقد أصبح من سمات الشعب المصري الأن سهولة الأنقياد وراء أشخاص أو أفكار والدفاع عنها بأستماته في كل الظروف والأوقات.  حتى أن هؤلاء الأشخاص أو الأفكار أصبحت عند الناس في قوة تعادل قوة الأنبياء أو الأديان وتؤخذ مقولاتهم للاستشهاد والاستدلال كما يستشهد بالقرآن أو الحديث الشريف.  وأصبح هناك أشخاص وأفكار غير قابلة للنقد أو التوجية , كأنهم أرتفعوا فوق مستوى البشرية.

 

أنا لا أقول أننا شعب يعبد حكامة , حاشى لله , ولكن أعتيادنا على الأنصياع للقيادة وعدم نقدها أو التعرض لها لسنوات طويلة , أستمر لما بعد ثورة 25 يناير , وما كنا نفعلة صاغرين أصبحنا نفعلة الأن راضين.

 

لا أرى الوضع السياسي والحرية السياسية والوعي السياسي سيتحسن بدون تحسن كبير في مستوى التعليم والثقافة والفكر في مصر , وهذا سيستغرق سنوات , حتى لو أرادة القائمون على الحكم والسياسة في مصر.

 

هناك خطر حقيقي أن القائمون على الحكم والسياسة في مصر قد لا يرغبون في تغيير نظام التعليم وأسلوبة , حتى يسهل لهم قيادة وسياسة شعب مصر , ولكن هذا لن يكون سهلا في وجود حرية حقيقية.  الحرية الحقيقية مهمة لتعليم متقدم واعي , فالتعليم ليس تلقي معلومات وتخزينها , ولكنه أسلوب بحث وفكر وأستقصاء.

 

إن حرية التعليم لا تقل في أهميتها عن حرية القضاء وحرية الأعلام , فهي السبيل الى حرية الرأي الواعي والبحث والتقدم والأزدهار.  نجدنا نقيم المؤسسات لضمان حرية القضاء والأعلام ولا نقيم ضمانات لحرية التعليم والفكر في كل المؤسسات التعليمية.  أن حرية التعليم والأرتفاع بمستواه هو أفضل ضمان للحريات العامة والوعي السياسي ولتقدم مصر ونموها وقوتها.  لكن تنفيذ هذا يلزمة أرادة سياسية واعية وواسعة الأفق ومجردة من مصالحها الضيقة وناظرة للمستقبل البعيد وليس تحت أقدامها أو لتحقيق مكاسب سريعة فقط.

 

د أحمد سعفان

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق