وقود الثورات والحروب
وقود الثورات والحروب
وقود الثورات وحروب الأمم , الذين يجاهدون في الميدان ويصابون ويستشهدون , ليسوا سوى العامة من الشعوب , الذين بالكاد يجدون قوت يومهم , والذين لم يحصلوا على قدر وافر من التعليم , والذين لا تعرف عنهم وسائل الأعلام شيئا سوى أنهم يشكلون جزء من رقم في بيان عن القتلى والمصابين.
يدافع الفرد منهم عن أمته ولا ينتظر من أحد شكرا ولا من الأعلام ذكرا , بل ربما أصابته أهانه , لحالة الرث وكلامة الغير منمق. يتصدرون الصفوف وهم أول من يقتل ويصاب , ويقون الناس المكارة بأرواحهم وأجسادهم , ويحتمي الناس بهم. ذكرهم قليل وعملهم كبير , يتصدرون الصفوف في القتال , ويسبقون الناس الى الجنه.
"عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاص ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " هَلْ تَدْرُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ الْفُقَرَاءُ وَ الْمُهَاجِرُونَ ، الَّذِينَ تُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ ، وَيُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ ، لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ : ائْتُوهُمْ فَحَيُّوهُمْ ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ : نَحْنُ سُكَّانُ سَمَائِكَ ، وَخِيرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ ، أَفَتَأْمُرُنَا أَنْ نَأْتِيَ هَؤُلَاءِ فَنُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ ؟ قَالَ : إِنَّهُمْ كَانُوا عِبَادًا يَعْبُدُونِي ، لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ، وَتُسَدُّ بِهِمْ الثُّغُورُ ، وَيُتَّقَى بِهِمْ الْمَكَارِهُ ، وَيَمُوتُ أَحَدُهُمْ وَحَاجَتُهُ فِي صَدْرِهِ ، لَا يَسْتَطِيعُ لَهَا قَضَاءً ، قَالَ : فَتَأْتِيهِمُ الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَيَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ سورة الرعد آية 24 " .
إن هؤلاء هم من حاربوا في كل حروب مصر والمسلمين من عامة الجند من الفلاحين والغير متعلمين ولا مثقفين , هم من حاربوا في أكتوبر 1973 و 1967 و 1956 و 1948. هم من قاموا بثورة 2011 ومن يسقطون الآن في يناير 2013. فلا يغرن أحد مظهر الناس , فإن الله لا ينظر الى صورنا وأشكالنا ولكن ينظر إلى قلوبنا.
د أحمد سعفان
اضافة تعليق