السياسه والعداله
السياسه والعداله
الأصل هو أن العداله تكون بين جميع الأطراف بما فيهم الساسة ومؤسسات الدوله وأفراد الشعب والمؤسسات , فكلها سواء أمام العداله. والعداله في الأمور الجنائيه تبدأ من الشرطة التي تظبط وتجمع الأدله والشهود , ثم النيابه التي تحقق وتحضر القضيه , ثم المحكمة التي تري ما عرضته النيابه من قضيه وتسمع للشهود والدفاع وتفصل في الدعوى.
لكن القوة تغري بالظلم والمناصب السياسيه تعطي قوة تغري الأنسان بأستغلالها خاصة في بلاد العالم الثالث , فيتدخل السياسي في أحدي خطوات تحقيق العداله ليوظفها لتحقيق مصلحه له , مع أن في الحقيقة أن مصلحتة هي في عدم المساس بمنظومة العدالة.
يبدأ أستعمال السلطة السياسيه للتدخل في منظومة العدل من مرحلة البوليس , وهو قوة لا تتبع وزارة العدل , بل لها وزارة هي الداخليه , ثم يكون التدخل في تحقيقات النيابة وتوجهات هذه التحقيقات , والمرحلة الأخيرة هي التدخل في منطوق حكم المحكمة.
التدخل السياسي ينكشف عاجلا أم آجلا , والتدخل في سير العداله بدأ من الشرطة , يعنى عدم تحقيق العداله , وعدم تحقيق العداله يعنى الظلم , والظلم يثير المظلوم ومن يتعاطفون معه , كما أنه يخيف باقي الناس من وقوع الظلم عليهم , فيثور الناس كلهم على الظلم.
يقال أن الجوع يدفع الناس للثورة , ولكن الناس لم يثوروا على عمر بن الخطاب في عام الرمادة وكان عام مجاعة في شبة جزيرة العرب , ولكن لو كان عمر بن الخطاب وعائلته وقبيلته يأكلون اللحم ويشربون العسل وباقي المسلمين جائعون , لثار الناس على الظلم ولثاروا على عمر بن الخطاب.
تدخل السلطة السياسيه في عمل منظومة العدل بدأ من الشرطة ثم النيابة ثم المحاكم , هو من ظلم هذه السلطه وسوء أدائها واستغلالها لصلاحياتها. هذا التدخل يؤدي حتما إلى الظلم , والمظلوم يحنق على الظالم ويثور عليه متى سنحت له الفرصة.
لا تعجبوا من ثورة الناس على الظلم بكافة أنواعة , ولا تعجبوا من غضب الناس , والغاضب يتصرف بلا حكمة ولا عقل. لكن غضبه هو نتيجة الظلم الذي وقع عليه , والظالم سبب وشريك في الغضب لأنه مسببه.
الظلم ظلمات , في الدنيا والآخرة , والظلم هو أكبر مفسدة في المجتمع , والظالم أكبر مفسد في المجتمع , وهو في النار ولو كان مؤمنا , وأقرأوا قول الله تعالى عن نار جهنم:
"وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا". مريم 71-72
د أحمد سعفان
اضافة تعليق