الزنا والستر

الزنا هي الجريمة ذات العقاب الأشد في الأسلام والتي حرص رب العباد على سترها على عبادة.  جعل الله عز وجل أربعة شهود عيان متيقنين من رؤية حدوث الزنا شرط لثبوت الجريمة ولأقامة الحد , إذا فالستر في الزنا أولى عند رب العالمين.

بل أن وجود الأربعة شهداء لا يوجب عليهم التبليغ , ولو أن وجود هذا العدد من شهود العيان يعنى أن الفضيحة قد حدثت , ولكن الستر يكون منهم أولى من الفضيحة , لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ستر مؤمنا سترة الله يوم القيامة" أحمد وفي روايه "من ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا والآخرة"

وقوله صلى الله عليه وسلم: "من ستر مؤمنا كان كمن أحيا ممؤدة من قبرها"  أحمد

وغلظ الله سبحانة وتعالى عقوبة من يتهم أنسان بالزنا بدون وجود الأربعة شهداء , فحتى لو رأى شخص الزنى بعينيه يقينا ولم يكن هناك أربعة شهداء , فيجب أن لا يتكلم بها ولكن يكلم الزانى والزانيه ويعظهم.  ومن يتكلم بدون الأربعة شهداء , عدا الزوج والزوجة , فيجلد ثمانون جلدة علنا ولا تؤخذ منهم شهادة على عقد أو في محكمة الخ , لقول الله تبارك وتعالى: " وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" النور

فهذه الشهادة وإن كانت صحيحة , إلا أن من لا يأتى بالشهداء الأربعة فقد أسماهم الله تبارك وتعالى كاذبون: " لَوْلا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ"  النور

فلنحاذر أن نتكلم في أعراض العباد , نساء ورجال , فهو ذنب عظيم عند الله عقابة عظيم في الدنيا والآخرة وقد قال رب العزة: " إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ".  النور

د أحمد سعفان